Wednesday, January 25, 2017

يوماً_ما

تناولت قلما ومجموعة اوراق وجلست بجانب النافذة تتأمل الطريق شبه الخالي في ساعات الصباح الباكرة، استغرقت في تأملاتها وهي تراقب حافلات المدارس وقد بدأت العبور اسفل البنايات، وجوه الاطفال الناعسة في الصباح الباكر وتعبيرات امهات انهكهن اليوم قبل ان يبدأ، ابتسمت لقدح القهوة وهي تشعر بالامتنان كونها غير مضطرة للخروج اليوم، تشعر بالرضا لذلك الدفء الممتد من كفيها وهي تحتضن ذلك القدح الكبير الذي رافقها اعواما من عمرها ويسري في حواسها، تناولت القلم وبدأت ترسم خطوط متقاطعة غير واضحة حتي لها، اندمجت في تلك الخطوط وتاهت بها حتي تكون امامها شكلا تعرفه جيدا.
ازاحت الورقة واعدت قدحا اخر تناولته مع سيجارة جديدة، وخلف الدخان رأت ذلك الشكل يتكون مجددا كأنه يلاحقها، تناولت القلم مرة اخري الا انها هذه المرة بدأت تكتب رسالة طويلة، لم تفكر في نص الكلمات ولا صياغتها، كانت الكلمات تنساب من القلم كأنها مخزنة به منذ اعوام، تلك الكلمات تعرف مكانها جيدا ولا تنتظرها، انتبهت فجأة الي ان الكلمات توقفت عن الانسياب كأنها انتهت، تنبهت ايضا الي الم في اصابعها، نظرت الي الاوراق لتجد انها خطت ما يقرب من عشر صفحات.
بدهشة بالغة قرأت ما كتبته، لتجد انها كتبت رسالة اعتذار لتلك المرأة الاخري، تلك التي تمقت وجودها وتشفق عليها في آن واحد، تلك التي تقاسمها ما لا يدركه سواهما، تلك التي تمنت ان تكرهها حتي لا تشعر بالذنب تجاهها الا انها فشلت.
تأملت كلماتها المسترسلة، تحكي لها عن سنوات مضت قبل ان توجد هي في مساحة مشتركة، وسنوات لاحقة شاركتها فيها الاما لا تدركها.
مزقت الرسالة وهي تتسآل عن اليوم الذي ستتمكن فيه من كتابتها مرة ثانية وارسالها ربما بعد اضافة اعواما جديدة.
تأملت الطريق الذي دبت فيه الحركة و الحياة، وقررت العودة الي النوم.
بامكان الرسالة الانتظار.