في الزيارة الثالثة للطبيب تغير الوضع.
ذهبت قبل موعدها بوقت طويل، تكره الانتظار كالعادة الا ان الانتظار بدون وجود آخرين بدا فكرة جيدة.
تبددت اوهامها حين بدأ المرضي يتوافدون تباعا، تتجنب النظر اليهم محاولة تجاهل فكرة انهم الآن ينظرون اليها، يحاولون تخمين سبب حضورها.
تزايد عدد المنتظرين ولم يعد يجدي التجاهل، هناك ذلك الشاب يجلس مقابلا لها بدا التوتر باديا عليه، ينظر لها طويلا ثم بدء التسبيح مستخدما اصابعه، ارتفع صوته مرددا التسابيح ثم بدل مكانه ليجلس مقابل الشاب الآخر، ذلك الذي حاول اقناع فتاة الاستقبال ان يتجاوز السابقين ليدخل الي الطبيب اولا، حين فشلت محاولاته اعاد السماعة الى اذنيه رافعا صوت الموسيقى حتى اصبح واضحا لها الا انها لم تستطع تحديد الاغنية التي تعرفها جيدا، اعجبها ذلك الوشم على ذراعه، ثم انتبهت الى نظرات الشاب المتمتم له، يرفع صوته ليتجاوز الصوت الاتى من السماعات فيختلط الصوتان في همهمة عجيبة.
فتاتان دخلتا ضاحتين، تمازحان فتاة الاستقبال بصوت عال اثار استياء العائلة الجالسة بتحفظ يراقبون جميع الموجودين.
اخرجت قلما وورقة لترسم هؤلاء الجالسين، الا ان الطبيب اتى اخيرا.
دلفت اليه ملقية نظرة اخيرة على الجالسين، تبدو القاعة غريبة بدون وجودها، نظرت الي الكرسي الذي احتلته قرابة الثلاثون دقيقة وشعرت بالصدمة انها لم تعد هناك.. لا بأس، ستخبره انها لم تعد هناك ولم تعد
تتواجد الا في مكان واحد.
زيارات_الطبيب