Saturday, July 2, 2016

يوماً_ما

نظرت له طويلا.. تريد ان تخبره بما تفكر فيه ولا تعرف كيف تصيغ الكلمات.
تعرفه منذ عام او ما يزيد قليلا.. لا تتذكر التاريخ تحديدا، تتذكر لقائمها الاول بتفاصيله، كان لقاءا مميزا جدا..وفكرت وقتها كيف يكون شخصا بهذا الاتساع والتفهم، اعجبها... وعرفت انها ستعجبه، كانت واثقة فهي لاتخطئ ابدا نظرات معجب.
مرت شهور علي ذلك اللقاء، تقابله يوميا، يتحدثون ساعات، يتشاركون ادق التفاصيل، نقلت له عاداتها، صارت عدوي طقوسها جزءا رئيسيا في حياته... اما هي فلم يضيف الي حياتها الا عبء محاولة الحفاظ عليه.
منذ عرفها يلح في طلب ارتباط يجمعه بها ويكرر طلبه، وتخبره كل عده اسابيع باستحالة استمرارهم سويا تاركه اياه لايام قبل ان يعود لها طالبا العودة.. فتعود.
انت هادئة وصامته اليوم..يخبرها فتحاول الرد وتفشل في الحديث.
كانت تخبره في كل مرة تقرر تركه بكل ما يغضبها، كان وجوده في حياتها هو خذلان مستمر، يخذلها في وجوده أكثر مما يخذلها في غيابه، يخذلها حين يتغزل في عينيها حين تتأكد انه لا يستطيع قراءة نظراتها، يخذلها حين يكتفي بدور مسكن لآلم قلبها حين ارادته دواء..اخبرته هذا وأكثر تاركه اياه مرات لا تذكر عددها، الا انها وفي كل مرة كانت واثقة من عودتها اليه.
اما اليوم تنظر اليه ولا تستطيع ان تجد سببا لتتكلم، تسمعه يتحدث منذ ما يزيد عن الساعة ولا تجد في نفسها رغبة في الرد.
يوما ما اخبرته بكل تفاصيل خذلانه لها.. كانت تنوي الاستمرار، اما اليوم تنظر اليه ولاتجد سببا في الاستمرار معه، لم تعد تريد المسكنات، لا تجد سببا لعناء الكلام.
اتخذت قرارها، ابتسمت له وحملت حقيبتها، قامت من مجلسها، وبدون كلمة واحدة قبلت رأسة وانصرفت.
لن تجهد نفسها بحديث لا طائل منه، ربما يوما ما لاحقا حين يتحول الي ذكري بعيدة.

No comments:

Post a Comment