Wednesday, July 6, 2016

يوماً_ما

استيقظت في وقت متأخر عن المعتاد، فاليوم عطلة كما انها عانت من الارهاق وزيادة ضغوط العمل لفترة طويلة، مما جعلها تغلق كل وسائل الاتصال بالامس قبل ان تنام..لا تريد ان يوقظها أحد، تريد أن تنام بعمق وبدون إزعاج.
قضت ساعات ما بعد الظهيرة في غرفتها لا تفعل شيئا محددا، حتي انطلق رنين غريب علي اذنها بدون مقدمات، تعرف تلك النغمة الا انها لم تسمعها منذ وقت طويل، تذكرت ان هاتفها المحمول اصابه عطل فنقلت شريحة الهاتف لجهاز محمول قديم لم تستخدمه منذ اعوام، امسكت الهاتف لتدرك ان تلك النغمة هي نغمة التذكير الخاصة بالتواريخ المسجلة علي الهاتف.
نظرت للاسم الظاهر علي الشاشة والمناسبة المذكورة الي جواره، استغرقت دقائق لتستوعب ان الهاتف القديم قد حمل ذكرياته معه، تعجبت من نسيانها لذلك التاريخ.. سرحت بعيدا بذاكرتها ثم تركت الهاتف وقامت الي احد اركان غرفتها حيث يوجد صندوق خشبي كبير.
حين رأت ذلك الصندوق منذ اعوام احبته علي الفور.. كان صندوقا خشبيا قديما مزخرفا، فقد لمعة الخشب وتقشر من بعض الجوانب، ارادت شراءه الا ان ثمنه كان مرتفعا.. لشهور ظلت تمر امامه وتنظر له في نافذه العرض وتبتسم له، تواعده ان تعود يوما لتأخذه الي غرفتها وتري نظرات صاحب المتجر لها، حين استكملت ثمنه دخلت بثقة الي المحل لتشتريه، اخبرها البائع ان سعره قد ارتفع وان آخرون ارادوا شراءه ثم ابتسم قائلا انه يعرف ان الصندوق ينتظرها، اخذ منها المبلغ الذي احضرته مبتسما.. هو لك.
وضعت الصندوق في اقصي ركن من اركان الغرفة، لم تعرف ماذا تضع فيه، شعرت منذ اليوم الاول انه جاء يحمل ذاكرته وذكرياته الخاصة، ظل كثيرا في ركن الغرفة خاويا لا تضع فيه شيئا.
مع مرور الوقت كلما اشترت شيئا لن تتمكن من ارتدائه، او تحفة لن تعرضها في المنزل اصبحت تضعها داخله، صور وخطابات قديمة، مذكرات كتبتها قديما، اجندة بها ارقام تليفون قديمة... تحول لصندوق الاحلام المؤجلة، والذكريات المنسية البعيدة.
فتحت الصندوق ومن احد اركانه اخرجت ظرفا به عدة صور، اخرجت الصور تتأملها طويلا.. لم تتعرف علي وجوه في تلك الصور... سرحت طويلا محاولة تذكر الوجوه والمناسبات، انطلق رنين الهاتف للمرة الثانية لتربط في ذاكرتها الاسم بالصورة.. صدمت من نفسها، فمنذ اعوام عاهدت نفسها ان تنسي شخصا كان اقرب لها من انعكاس صورتها في المرآة.. تحفظ تفاصيله وملامحه وتذكرة بما ينساه عن نفسه، لم تعرف الا اليوم انها نجحت بالفعل فيما قررته، ظنت انها تنسي تذكره، اما اليوم فقد تأكدت انها نجحت فيما بدا يوما خيالا.
فكرت هل تعيد الصور الي مكانها في ركن الصندوق ام تتخلص منها نهائيا..سرحت طويلا قبل ان تعيد الظرف الي مكانه وتغلق الصندوق ثم اغلقت صوت الهاتف.
يوما ستتخلص من بقايا الذكريات المنسية ولا تبقي في الصندوق غير احلامها المؤجلة، اما اليوم فستمضي وقتها مستمتعة بفعل اللاشئ.

No comments:

Post a Comment