Saturday, June 25, 2016

يوماً_ما

انهت عملها وتوجهت لنفس المقهي الذي تتوجه إليه كل مساء، تعرف كل جزء فيه جيدا، حياها صاحب المقهي وابتسم لها الندل فهم يعرفونها جيدا، توجهت للمنضدة التي تجلس عليها دائما الا انها وجدت عليها شاب يطالع شاشة حاسوبه النقال باهتمام، قبل ان تشعر بالضيق اسرع اليها النادل.. خمس دقائق وسأخلي لكي الطاولة
جلست علي طاولة اخري، سرحت في سبب كرهها في تغيير المكان الذي تجلس به يوميا، تحب ان تري البحر مباشرة، اخذت تفكر في كل الطاولات التي تري البحر..لا تعرف متي اصبحت نمطية هكذا، ربما يجب ان اجلس علي طاولة اخري اليوم.
قبل ان تتخذ قرار التغيير جائها النادل مبتسما.. اخليت طاولتك سيدتي.. حدقت فيه، ابتسم وحمل حقيبتها الي طاولتها المعتاده.
حين جلست كان النادل الاخر قد احضر قهوتها وزجاجة ماء صغيرة وكوب به ثلج..لم يعد الندل يسألونها عن ما تريد، ربما اذا ما قامت بإضافة طلبا آخر لاحقا.
تناولت ورقة وقلم، سرحت في قوائم طويلة من كلمات ورسوم متشابكة، سؤال واحد يطغي علي ذهنها منذ الصباح.. تتذكر واقعة حدثت بالامس، او ربما منذ اسبوع ما يؤرقها انها تتذكر تفاصيل الواقعة دون ان تتذكر المكان والزمان، تعتصر ذهنها بحثا عن تفاصيل وتبحث في حقيبتها عن ولاعتها التي لا تجدها كالعادة، يسرع اليها النادل تاركا لها ولاعته بابتسامة.. خليها معاكي يا هانم لغاية ما تقومي.
تسرح في ابتسامته للمرة الثانية، لا تتذكر عدد المرات التي ترك فيها النادل لها ولاعته.. تحاول تذكر مكان ولاعتها، ثم تحاول تذكر تفاصيل تلك الواقعة التي شغلتها قبل ان تسرح اكثر .. هي لا تتذكر ان كانت تلك الواقعة قد حدثت في الواقع ام هي حلم عجزت ان تنساه، لا تذكر كم المرات التي فقدت فيها التمييز بين حلم وحقيقة.
تأملت فنجان القهوة الذي انهته دون ان تشعر وتأملت دخان يفصل بين عينيها وبين وجهه النادل الواقف قريبا منها.
ربما بدأت تفقد ذلك الخيط بين الحلم والواقع حين قررت ان تقابله في احلامها، يأست من وجوده واقعا في حياتها، فاصبحت تقابله في احلام طويلة.. مر وقت طويل استمر فيه في الاختفاء من واقعها، وتدريجيا لم تعد تقابله في احلامها، واستمر خلطها بين الواقع والحلم.
في طريق المغادرة نظرت للطاولة المقابلة لطاولتها.. ماذا سيحدث لو جلست هناك بدلا من الجلوس علي نفس الطاولة. تجربة لابد من خوضها.
يوما ما سأبدل تلك الطاولة.. تبدو الاخري ايضا مريحة.. لكن ليس اليوم..يوما ما.

No comments:

Post a Comment