Monday, June 27, 2016

يوماً_ما

وقفت في غرفة الفندق الفخم تنتظر وصول حقائبها، لم يفهم عامل الفندق سبب توترتها ولا سبب تلك النظرة الجامدة علي وجهها، ابتسمت له وشكرته وعادت تتأمل الغرفة بنفس التوتر.
لم تحب يوما غرف الفنادق الفخمة، كلما زادت اناقة الفندق وفخامته كلما زاد توترها ونفورها، لم يفهم اصدقائها يوما في اي رحلة مشتركة سبب تمضيتها معظم الوقت بشوارع وطرقات المدن، ولا سبب عدم تعجلها للعودة إلي الفندق المقيمين به.
لا تشعر بنفس النفور في الفنادق البسيطة، طلبت قهوتها وخرجت لاحتسائها في شرفة الغرفة المطلة علي النهر، تأملت جريانه وسرحت مع كابينة خشبية بسيطة مطله علي النهر من ضفته الأخري، بدت لها المكان الامثل للاقامة، حملت رائحة القهوة افكارا سعيدة عن سكان الكابينة الخشبية، ورسم دخان سجائرها وجوها مبتسمة.
لماذا تكره تلك الغرف المريحة؟؟ كل شئ فيها معد لراحتها.. ربما لانها تشعر فيها بوجود كل من سبقوها، تخشي ان تنام فيتسرب الي رأسها حلما لاخر تركه علي الفراش.. تخشي النظر في مرآة الغرفة لتري انعكاس أخري تضع المساحيق علي وجهها.
تشعر دائما بلحظات عالقة تركها اصحابها داخل غرف الفنادق، تخشي ان تترك هي الاخري لحظات يراها من يأتي بعدها للغرفة... لا تريد مشاركة لحظاتها مع اغراب بهذه الحميمية.
انهت قهوتها، عدلت عن فكرة تغيير ملابسها، اغلقت الشرفة حتي لا تتسسل للغرفة لحظات من غرف اخري.
يوما ما سوف تتعلم  ان لا تتوجس من غرف الفنادق، ولن تشعر بالتوتر لمشاركة لحظاتها مع القادم المجهول بعدها.
يوما ما.. اما الآن ستلمم افكارها قبل مغادرة الغرفة.

No comments:

Post a Comment