Sunday, June 26, 2016

يوماً_ما


انهت حمامها الدافئ وتوجهت الي المطبخ، قامت بتحضير قهوتها وتوجهت الي غرفتها، يجب ان تختار زيا مناسبا، يجمع بين الرقي والاناقة والبساطة، فهي علي موعد غذاء مع زملاء العمل، يعتمد عملها بشكل كبير علي التواصل والاتصال، وغذاء اليوم هام جدا لتحديد الكثير من المشاريع المقبلة.
دخلت غرفتها، والقت بتلك المنشفة التي تحبس شعرها بعيدا، توجهت لدولاب ملابسها الا ان عينيها لسبب ما تعلقت بفراشها، تركت الدولاب وحملت قهوتها وتوجهت للفراش، تحديدا لعدد من الارفف فوق الفراش، علقت عيناها بجهاز التسجيل القديم الكائن فوق مكان المخدة، توجهت اليه.. لسبب ما ازالت عنة ذلك الغطاء البلاستيكي الذي يغلفة من الاتربة، ومدت يدها تزيل الغطاء الاخر من فوق رف يحمل مجموعة شرائط قديمة.
مرت بعينيها فوق الشرائط وهي تشعر بان رائحة السنين قد ملأت انفها وغطت علي رائحة القهوة.
مدت يدها واختارت مجموعة من تلك الشرائط، لا تتذكر متي كانت المرة الاخيرة التي امسكت بها احدي تلك الشرائط، وضعت احدهم في درج المسجل وهي تتسآل عن امكانية ان يعمل الجهاز، وان يسامحها علي اعوام تجاهلته لتنصر أجهزة اكثر تطورا، مع انه لم يغير مكانه فوق رأسها، ومع انها لم تفرح باي من هذه الاجهزة كما فرحت به.
ضغطت زر التشغيل، لم يعمل... بعد دقيقة بدأت تسمع صوت مغني كان مفضلا لها يوما ما فيما مضي، سرحت في شغفها الدائم بالرقص، لا تتذكر متي رقصت بشغف اخر مرة.. ذات يوم اخبرها احدهم ان تتوقف عن الرقص الا معه، ثم توقف عن القرص.. ثم توقف عن الوجود معها.. لم يذهب الشغف ولكن اكتسي بالافتقاد.
حسمت امرها.. لا وقت لتضيعه في الذكريات.. غذاء اليوم مهم للغاية، وهي لم تختر بعد ما سوف ترتديه.
توجهت لدولاب ملابسها المفتوح.. حدقت بالملابس المناسبة لليوم، اغلقت الدولاب وتناولت الهاتف المحمول.. بعثت رسالة مختصرة لزملاء العمل.. اعتذر عن الحضور، حدث امر طارئ.
اغلقت الهاتف.. انهت قهوتها، رفعت صوت الاغنية للحد الاقصي..وبدأت الرقص.
يقولون ان هناك مواسم للاحلام المؤجلة.. ليس اليوم أحدها.
يوما ما ربما ستؤجل المزيد من الاحلام والشغف.. لكن ليس اليوم..يوما ما.

No comments:

Post a Comment